سامحك الله يا أمي

حسنا.. خطيب الجمعة السلفي -الذي جعلني اوبخ أمي لأنها أيقظتني مبكرا لألحق الخطبة من بدايتها- بدأ.. لا يهم فيما بدأ.. المهم انني استيقظت في وسط الخطبة على الخطيب وهو يقول امام اهل السنة والجماعة أحمد بن حنبل.. أعلم أن البعض سيفهم أنه يقول انه احد ائمة أهل السنة والجماعة إلا أنني سمعتها غير ذلك.. سمعتها بلفظها وأنانية قائلها وتعصبه لإمامه كأنه يرمي النقطة في فرح شعبي..
الثلث الأخير من الخطبة كان عن أهمية أن تدلي بصوتك في الانتخابات -وكأن السلفيين ليسوا هم الذين حرموا الديمقراطية من بابها يوما ما وخلطوا بين الفقه والسياسة والعقيدة- وكيف أنه يجب أن تدلي بصوتك لم يخاف الله ويعلم في الدين والعقيدة ويواظب على الفروض.. تذكرت حينها الآية الكريمة " إن خير من استأجرت القوي الأمين" وقول سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "لا تنظروا إلي صيام أحد أو إلي صلاته ولكن انظروا إلي صدق حديثه إذا حدث وإلي أمانته إذا اؤتمن وورعه إذا أشفى".
ثم ذكر مثالا لذلك قانون الحد الأدني لسن الزواج للإناث والذي حده المجلس المنحل بثماني عشر عاما وكأن ذلك جرم أو تحريم لحلال أو أن من صوتوا للقانون جاءوا بإرادة الشعب أو وافقوا على القانون بإرادتهم..
الطريف أن الخطيب بلحيته الغابرة وبثوبه القصير وبتكلفه تقليد الشيخ حسان أقسم أنه لا يدعو للتصويت لحزب بعينه.. وكأننا بنو عجم لسنا أهلا في البلاد.
بعد الخطبة قررت أن أمكث في المسجد لأحدثه في خطئه ورغم أنني أطلت الانتظار ليفرغ من حديثه عن صيام عاشوراء -وكأننا نشهده لأول مرة- وجدت نفسي أقوم واتخذ نعلي لأغادر المسجد حانقا.. تبا لمن نفرونا من بيوت الله.
ابراهيم نجم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Followers

Featured Posts