حتى لا تكون مثل جيمي فالون

في الحقيقة كثيرة هي المواقف التي نقف أمامها كثيرا ونتأملها من أكثر من ناحية. هذا المقطع المصور من برنامج المذيع الأمريكي جيمي فالون حينما تخبره النجمة الجميلة نيكول كيدمان أنها كانت منجذبة له منذ عدة سنوات وقد كان كلاهما أعزب وأنها كانت تنوي ان تتقرب إليه إليه إذا سمحت لها الظروف وعندما إقتربت منه وجدت منه صدا وجمودا فقررت الإنصراف عنه وفتحت قلبها لمن يأتي بعده.. تخبره ذلك الآن وهو ينفعل من هول ما يسمع. نيكول كيدمان ذات الجمال الخارق الذي يتحدث الناس عن جمالها في كل مكان في كوكب الأرض كانت تريد مواعدتي وأنا من أفسدت اللقاء ..في العادة يقول المصريون من سكان الإسكندرية ومحافظات البحر الأبيض كلمة "أحيه" مصحوبة بتنهيدة ويكرروها عشرات المرات في هذه المواقف. جيمي فالون كان على وشك اختراع هذه الكلمة من العدم من فرط عدم تصديقه لما يسمع.. وهي تمعن في الجدية وتقول بالطبع كلانا متزوج الآن ولا يمكن النظر للماضي والجمهور يضحك أكثر فأكثر. تبا إنها تتكلم بجدية!!


لكن هذا الضحك بعد أن ينتهي يجعلك تتساءل ماذا لو كنت مكان جيمي فالون ؟ وأنت تسمع أن فرصة ما عظيمة ضاعت منك بسبب سوء تفاهم لو أنك علمت أنك كان لك فرصة في الزواج من إمرأة في جمال نيكول كيدمان أو ثرية جدا مثل باريس هيلتون أو العكس لو أن إمرأة متزوجة علمت بالصدفة أن رجلا مرموقا كان يريد الزواج منها لولا أن زوجها الحالي سبق بخطبتها قبله بأيام أو أن رجل مرموق آخر سأل عنها ليتزوجها فأخبره أحدهم بالخطأ أنها مرتبطة وهي ليست كذلك. أو حتى عندما يتعلق الأمر بالعمل والمال ..
في الحقيقة الكلام عن النصيب بالأسلوب المصري يريح القلب كثيرا عند الحديث في هذه المواضيع. أعتقد أنني في السطور القادمة سوف أقول كلاما كثيرا ثم أعود لأتكلم عن الرضا بالنصيب.. لكن ماذا نفعل الآن؟
حتى لا تكون مثل جيمي فالون بعد بضعة سنوات وأنت تحدث نفسك أن نيكول كيدمان كان يمكن أن تكون هي الراقدة بجوارك في الفراش بدلا من هذه المرأة التي هي بجوارك الآن; أعتقد أنك يجب أن تسأل نفسك هل أنت مجبر على ما أنت فيه الآن ؟ هل أنت مجبر على الزواج بأحد ما ؟ أو هل أنت تزوجت أو التحقت بوظيفتك رغما عنك أم أن هذه الزوجة وهذه الوظيفة هي نتاج بحثك وهي جل ما كنت تتمناه في حينها ؟ هل منعك أحد من أن تستكمل بحثك عن وظيفة أحلامك أو فتاة أحلامك وإذا كنت فعلا مجبرا على ما أنت فيه ؟ لماذا استجبت للضغوط المحيطة ؟ وهل كنت حقا تستطع التحرر من الضغوط المحيطة ؟ وهل يمكنك الآن التخلي عن شريكة حياتك الحالية وهل هناك غطاء أخلاقي لما تفعل ؟ وكثير من الأسئلة الأخرى ..
إذا كنت موافق الآن على ما أنت فيه فلا حق لك في التنمر إذا وجدت فرصة أفضل في المستقبل لا تستطيع الحصور عليها بسبب ارتباطك الحالي وإذا لم تكن راض عما أنت فيه الآن فاخلع القيد من يديك وتحرر من كل الضغوط وأهرب فورا حتى لا تندم في المستقبل.
لكن القلب لا يطمئن والدنيا لا تكف عن جلب الندامة لك وكل الأسئلة والسفسطة لن تمنعك عن أن تخبط رأسك في الجدار مثل جيمي فالون وترديد الكلام عن النصيب وحتميته لن تجلب لك السعادة أو تصلح لك شرخ في حياتك الزوجية ظهر لأن لعابك سال مع أول بطاقة تظهر لك من الماضي ونحن جميعا بلهاء كما تعلمون; لذلك أعتقد أن الالتزام ببوصلة أخلاقية من الوفاء والأمانة تتمثل في عدم إتاحة الفرصة للماضي للظهور هي الحل الأمثل.

يجب أن ندرك قيمة من نشاركهم حياتنا ويجب أن ندرك أنه لا أحد يجبرنا على القول بأننا نحبهم وأننا مدينون لهم بما وصلنا إليه في رحلتنا في هذه الحياة وأن السعادة مع شخص ما لا تعني أن هذا الشخص هو أجمل إنسان في العالم بل هي اختيار حر وله تبعاته الأخلاقية.. نعم السعادة اختيار والندامة على الماضي اختيار ويجب تهميشها بدلا من تهميش كل هذه اللحظات السعيدة التي شاركناها مع أحبائنا.

Followers

Featured Posts