مالا تعلمه عن المدن الجامعية


صورة بانورامية من تصويري لمباني المدينة الجامعية بالزقازيق


بصرحة الموضوع ده مصدر الم وغصة بالنسبالي .. المدن الجامعية في مصر لا ترقى لمستوى مستعمرات الجزام!!
بمناسبة أزمة تسمم الطلبة في المدينة الجامعية بتاعت الأزهر احب أشارككم تجربتي المريرة مع المدن الجامعية بتاعت جامعة الزقازيق ..
دخلت كلية طب الزقازيق سنة 2006 ودخلت المدن الجامعية في شهر اكتوبر نفس السنة وقعدت فيها تلات سنين متفرقة طوال مدة دراستي

.. تصور إن المدينة كانت بتسكننا ستة في أوضة واحدة صغيرة وحمامات مشتركة قذرة ونصفها متعطل بسبب قدمها وعدم صيانتها ومياة بتقطع عنها بشكل عشوائي ومتكرر .. اذكر إني ياما قطعت عليا المياة وانا اقضي حاجتي واضطررت للانتظار أنصاف وآحاد الساعات..

الأكل في المدينة كان بمواعيد غبية وتسليم الوجبات بيتم بشكل شخصي يعني لازم تصحى الصبح عشان تستلم وجبة الفطار بتاعتك ولو ماستلمتهاش هتتحسب عليك غرامة!!

الأكل نفسه كان سئ الجودة للغاية وكان بيتم بنظام المناقصات يعني أسوأ حاجة في السوق أذكر منه الطرشي أو المخلل اللي ريحته العفنة بتخليني ماستغربش لما أسمع إن طلبة جامعة الأزهر اتسمموا بسبب المخلل ..

بالطبع عندنا حكاوي كتيرة كنا بنتوارثها من الدفعات الأكبر مننا عن الدود اللي بيلاقوه في الأرز والجبن المنتهية الصلاحية .. إلخ
النظام الموجود في المدن نفسه كان قذر وقمئ لأبعد الحدود .. يعني مثلا لحد قبل الثورة كانت كل الأوض بدون فيش كهربا –مفاتيح النور بس- يعني الطالب اللي معاه موبايل مايعرفش يشحنه إلا في المسجد او في المطعم تحت.واللي كان يتمسك عامل وصلة كهربا –بتتوصف بالغير شرعية!!- كان بيبقى يوم أمه طين واحتمال يتفصل لو الموصوع اتصعد للمديرين ..
تخيل إنك لحد النهاردة لازم تجيب تصريح عشان تدخل اوضتك اللابتوب أو الكمبيوتر بتاعك ؟!!
لست في حاجة للحديث عن عدم النظافة وقذارة الجو العام للمدن بشكل عام بدءا من فرش السراير والبطانيات اللي كانوا بيسلموهالنا إلى الحمامات والمطعم ..

المؤذي في المدينة هو الشروط الجذافية اللي بتتفرض عالطلبة من الإدارة يعني مثلا جم في فترة وقالولنا ممنوع تستلم وجبة الغداء في اطباقك اللي بتجيبها من البيت وبيلزمك تستلم وجبة الغدا في السرفيس القذر –وحط عشر خطوط تحت كلمة القذر دي- بتاع المدينة ..

مرة تانية قرروا يلغوا البوتاجازات الموجودة في الطرقات اللي الطلبة بتسخن عليها رغيف العيش بتاع العشا –نظرا لإن العيش كله بيتخبز الصبح ولما بنستلمه بالليل بيبقى ناشف ومشضض(كلمة تستعملها أمي في وصف العيش اللي بالحالة دي)- وفي نفس الوقت اللي كان بيتمسك بسخان كهربا أو غلاية كهربا بيبقى يومه أسود..

نظام بالقذارة دي كان بيخليني أسأل نفسي إيه الفرق بين الإدارة العامة للمدن الجامعية والغدارة العامة للسجون .. إذا كان صوتنا اتنبح عشان يوفرولنا مصدر مياة شرب نضيفة وماعبروناش إلا بعد الثورة بفلتر واحد بطئ جدا بيغذي المدينة كلها (تقريبا 6000 طالب) ..

الصدمة الكبيرة إني بدأت اقتنع إن المساجين عايشين حياة أحسن من طلبة المدن الجامعية وإنهم بيخضعوا لإشراف المجلس القومي لحقوق الإنسان ..
على جانب آخر أنا نفسي أشوف رد فعل أي مواطن من دولة متحضرة لما يعرف إن المدن الجامعية في مصر مافيهاش مكتبات ولا قاعات انترنت وإن كل اللي حصل بعد الثورة إنهم جابوا كام راوتر وايرلس خربانين ومابيغطوش المدينة كلها ..
كل الخراب ده وييجي نائب رئيس جامعة ذكي يقرر ياخد كام دور من المدينة -اللي هي أصلا سايعة الطلبة بالعافية- ويقرر يخليهم سكن مميز -سكنت فيه في آخر سنة ووصفه الوحيد: خراء- وبأسعارخيالية بدل يحل ازمات المدينة والطلبة اللي ماسكنوش في المدينة غير لأسباب قسرية ..
ده الطالب الجامعي اللي هو طليعة المجتمع ثقافيا واجتماعيا وبيعاملوه كدة وانت طمعان في مستقبل مشرق .. ياخي #$%

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Followers

Featured Posts