اقتراحاتي لحزب الدستور ..



اسأل مجرب ولا تسأل طبيب.. هكذا تعودنا أن نقول.. والحقيقة أنا الآن أتذرع بهذا المثل لأقول ما أعرفة وأحلل واستنتج مما عايشته دون ان أكون قد قرأت بصورة علمية عن البناء الحزبي بشكل ما..
تجربتي القصيرة في حزب الجبهة الديمقراطية والتي استفدت منها نوعا ما رغم أنهم لم يستفيدوا مني كثيرا لأسباب ما هي مصدر ما اكتب بالإضافة لملاحظة ليست قليلة للأحزاب الموجودة في مصر بعد الثورة وبعض  أقتراح لم أجد من يستمع له بإهتمام فقررت أن أودعه هذه الصفحة حتى يأتي من يعمل به أو يفنده يوما ما..
وأنا إذا أكتب هذا النقد فإنني أرد الدين لحزب الجبهة الذي استفت من تجربته الفاشلة -لا أقصد الإهانة- لعلهم يأخذون به..

البيروقراطية
رغم كل الانتقادات التي توجه للبيروقراطية في أي مكان في العالم إلا أنني أرى ان غياب البيروقراطية في العمل الحزبي هو السبيل إلى الفوضى والتفكك ..
البيروقراطية في الحزب المدني هي بديل -في نظري-  للعقيدة التي تحرك أبناء الأحزاب الدينية .. وكم تأذينا من الفوضى في أحزابنا بسبب غيابها..
وكأنني بذلك أقول أن البيروقراطية هي المؤسسية وأن عدم وجود البيروقراطية يعني عدم وجود المؤسسية..
مثال ذلك ما أعتقد أنها المناظرة الوحيدة التي قمت بها من فوق منصة وأمام جمهور وأذكر أنني قلت بها أننا في حزب الجبهة نسعى لأن نكون مؤسسة حزبية تحترم أساليب الإدارة والديمقراطية في اتخاذ القرار الحزبي إلا انني عندما اتأمل حال الحزب لا أجده مؤسسيا على الإطلاق . فلأمر كان متعلق برئيس الحزب ومموله أو من هم في أماكن مركزية أو قريبة من المركز.. وبالتالي ليس هناك استماع ولا مناقشة بناءة تستطيع ان تخرج منها بتوصية مكتوبة تسهم في ترشيد قرار سياسي أو صناعته من الاساس..
هذا الشأن من الهلهلة والجري وراء أنفسنا في دائرة مفرغة لا منتجة..
بالطبع قد تجد لائحة تنص على اجتماعات دورية لللجان والأمانات لكن لا أدري هل هي ملزمة أم لا وهل هناك دفاتر تسجيل للحضور ام لا وهل تلزم اللائحة الأعضاء بكتابة محاضر لهذه الاجتماعات أم لا وهل هناك ممن هو وظيفته قراءة هذه المحاضر وكتابة تقارير  عن نتائج الاجتماعات وتقديمها للقيادة أم لا؟

الشؤون الإدارية والقانونية
يجب ان يكون هناك طاقم إداري قوي من سكرتارية وموظفين إداريين للقيام بالأعمال الإدارية عن كاهل الأعضاء -الذين ليسوا سوى متطوعين أصحاب فكر-  كما يضبط ايقاع الحزب ويجعله أكثر ديناميكية داخليا ويفرض البيروقراطية داخل الجزب التي سبق أن مدحتها في الفقرة السابقة..
 وعلى الحزب توفير رواتب هذا الجهاز الإداري .
وبالقياس يجب أن يكون هناك شؤون قانونية لنظر المخالفات التي تقع من الأعضاء في حق الحزب وتطبيق اللائحة على الأعضاء وتكون هي الاخرى مثلها مثل الشؤون الإدارية تقوم بعملها مقابل راتب تحصل عليه..

الانضباط 
العمل في منظمة قائمة على العمل التطوعي له طبيعة خاصة واعتبارات كثيرة إلا أنه لا يمكننا الاستغناء عن الحد الأدنى من الانضباط الذي يكفي لتسيير المؤسسة وهذا يتحقق من خلال الجهاز الإداري والقانوني الذي ينظم حركة الأعضاء  ويخفف عنهم الأعباء الإدارية ويجعلهم يتفرغون للسياسة .. وقد يكون السبيل لهذا الانضباط مثلا هو استخدام لائخة عقوبات ضد المخالفات التي يمكن أن يقع فيها الأعضاء أو نظام مكافأت للإنجازات التي يحققها الأعضاء للحزب..

أخلاقيات العمل
يجب أن يكون هناك كود ما أو بروتوكول لأخلاقيات العمل وطرق التواصل بين الأعضاء ويتم نشره وتدريب الأعضاء عليه بواسطة إدارة الموارد البشرية انطلاقا من أنن ليس لنا نفس الطباع والأمزجة والحضور فيجب علينا استخدام أساليب حوار وتواصل ونقاش ووسائل لإدارة الإختلاف بطريقة أخلاقية هي بالطبع منتجة وتوفر الوقت والجهد وتجنبنا الخلافات الشخصية بين الأعضاء ..

الديمقراطية في صنع القرار
لا أتصور بأي صورة من الصور أن يتم صنع القرار السياسي داخل حزب ينادي بالديمقراطية بطريقة غير ديمقراطية.. كما لا أتصور ان تدار النقاشات والمشاورات داخل الحزب بأسلوب غير ديمقراطي..
إن الديمقراطية يجب أن تحترم داخل الحزب بشقيها الإجرائي والأخلاقي ..

االأنشطة الثقافية 

يجب أن يكون للحزب نشاط ثقافي بارز بدءا من تثقيف الأعضاء إمدادهم باحث المطبوعات وعقد الصالونات الثقافية والورش .. إلخ إلى النشاط الثقافي في المجتمع نفسه بدءا من المحتوى الموجود في إعلام الحزب إلى تنظيم الأحداث الثقافية مثل الحفلات والمسرحيات وعروض السينيما والمسابقات الفنية مثل مسابقات التصوير ومسابقات الكتابة والأفلام التسجيلية.. إلخ
كما أوصي أن يقوم الحزب بتدشين جائزة بإسمه يمنحها سنويا للشخصيات الناجحة على غرار جائزة نوبل..

التمثيل بين الثمثيل المشرف للحزب وحق العضو في الظهور الإعلامي..
يجب ان يكون هناك متحدث رسمي للحزب على دراية بكل التفاصيل التي تخص الحزب والحياة السياسية اليومية وعلى قدر كبير من الثقافة والإطلاع ويستطيع أن يطرح صورة أخلاقية جيدة عن الحزب وأبنائه وطريقتهم في النقاش والتعبير عن وجهات النظر بكلمات واضحة أو غامضة حسبما يقتضي الموقف..
لكني أعود فأقول أن وجود مكتب إعلامي متكامل -وليس شخص- للحزب يقوم على صيانة سمعة الحزب والإتصال بكافة وسائل الإعلام شئ أفضل حيث أن كثرة الوجوه التي تظهر تظهر في الإعلام تعطي إنطباع بأن هذا الحزب ليس بالصغير وأن به دماءا متجددة كما أنه يشبع رغبات الأعضاء في التواصل مع الإعلام وييسهم بشكل عظيم في تكوين كوادر قادرة على التواصل مع الإعلام  بسلاسة..

إدارة الموارد البشرية 
باتفاقنا أن الحزب هو مؤسسة ينتمي إليها أفراد فإن هؤلاء الافراد بحاجة لتطوير قدراتهم ومهاراتهم السياسية والاجتماعية حتى يعبروا عن الحزب .. بل نحن أشد لهذه الأدارة من الشركات الكبرى التي تحرص على حسن مظهر موظفيها ولياقتهم أمام العملاء ..
إن وجود مثل هذه الإدارة يفيد في اتجاهين :
الأول الابداع والابتكار داخل الحزب وتنمية ابنائه لصالحه تدريبهم على أخلاقيات العمل الجماعي والتعاون .. إلخ
والاتجاه الثاني هو حسن تمثيل الأعضاء لحزبهم امام المجتمع بما يتعلموه من مهارات اتصال ومهارا اجتماعية داخل الحزب..
كما تقوم هذه الإدارة بمكافأة الأعضاء المتميزين وتنظيم الانشطة الترفيهية البناءة للأعضاء بانتظام..
 كما أقترح أن يتكون الحصول على شهادات دورية من هذه الإدارة شرط للترشح لأي منصب في الحزب..


الموقف العام
يجب ان يرتبط إسم الحزب في أذهان الناس بموقف معين أو فكرة معينة إيجابيين وهذه ليست وظيفة الدعاية أو الإعلام بل نابعة من آداء الحزب السياسي ومواقف أعضائه والقضايا التي يثيرها الحزب في الرأي العام وما يتحدث به ممثلو الحزب إلى الإعلام..
إنني اطمح أن يربط إسم حزب الدستور في مصر بفكرة التنوير..

الارتباط بالقواعد
يجب أن يكون هناك آلية ما تضمن التواصل بين قيادات الحزب والقواعد داخل الحزب بصفة دورية كما يجب أن يحرص الحزب على ارتباط أعضائه بالشارع وتوافق إهتمامات الحزب والقضايا التي يثيرها مع حركة الشارع واهتماماته..

العمل الإجتماعي.. الدعم القانوني للتحركات المجتمعية واللجنة الحقوقية
يتبادر إلى أذهان الكثيرين عند ذكر العمل الإجتماعي النشاط الخيري ومساعدة الفقراء أو منافسة المعيات الأهلية المتخصصة في هذا المجال.. والحقيقة انني ضد هذا كليا لأه يمثل عبئا على أعضاء الحزب الذي جاؤوا هذا الحزب لممارسة السياسة لا لممارسة النشاط الخيري..
لكنني هنا أقترح صورة من العمل الإجتماعي أفضل وأكثر تأثيرا في المجتمع على لمدى البعيد والقريب وهو العمل الحقوقي عن طريق تشكيل لجنة من المحامين المنتمين للحزب في كل أمانة من أمانات الحزب ف ي مصر وظيفتها تقديم الدعم القانوني لأي إنسان يتم انتهاك حقه الإنساني سواء بالتعذيب أو غيره من الوسائل التي ثار عليها المصريون في 25 يناير..
كما تقوم هذه اللجنة بتقديم العم القانوني للمطالب الشعبية وما يستلزمها من إضرابات واعتصامات وتوجيه اصحاب الحقوق للطرق السلمية والقانونية للحصول على حقوقهم..
 ويكون عمل هؤلاء المحاميين مجانا للجماهير ويقوم الحزب بمنحهم مقابلمادي على مجهوداتهم إذا أرادوا..
إننا إذا ندعم ثقافة حقوق الإنسان ونوفر لها الظهير والإمكانات اللازمة لها حتى يتشبع بها المجتمع والسلطة في مصر يوما ما..

الانشغال
لا يجب أن لا يشعر أبناء الحزب بالفراغ في أي لحظة.. يجب أن يكون لدينا جدول أعمال ممتلئ دائما.. إن لم يكن ملئ بأنشطة سياسية فيجب ملؤه بالأنشطة الثقافية والترفيهية..
إن الفراغ يولد اليأس والإهمال والابتعاد عن الحزب وانشغال الأعضاء في أشياء أخرى تبعدهم أكثر فأكثر عن الحزب..
كما أن انشغال الحزب الدائم يجعل إسمه لا يغيب عن الإعلام بكثرة انشطته ومعاركه السياسية..

إعلام الحزب
عنما أتأمل في الوسيلة الإعلامية التي تعبر عن الجزب بالطبع يجب أن نفكر في وسائل نمطية مثل الصحافة والإنترنت والتليفزيون -وإن كنت لا أفضله لأاسباب قد تبدو نفسية بالنسبة لي- ..
يجب أن يكون للحزب جريدة رسمية تنطق بلسانه ولسان أعضائه وتفتح لهم الجال للكتابة والنشر -ربما بعضهم موهوب في الكتابة فعلا- ويجب ان تنطلق هذه الجريدة مع إطلاق الحزب.. أما الموقع الإلكتروني للحزب فهو ضرورة لابد منها ويجب أن يكون موقع منفصل عن الموقع الإلكتروني للجريدة الورقية..
إلا أنني افكر في أنه يلزم للحزب لكي يكون ذا شعبية أن يكون له كتاب وإعلاميين في أماكن غير حزبية مثل الصحف القومية والإعلام المستقل
غير أن هناك قضية جانبية  مهمة أو ذكرها وهي ضرورة عدم استخدام أعضاء الحزب كعمال في توزيع الدعاية الانتخابية للحزب أو لصقها أو تعليقها في الشوارع وأفضل التعاقد مع شركات دعاية للقيام بهذا العبء بدلا من الأعضاء المتطوعين.

رؤوس الأموال ومراكز القوى ..
في أوقات كثيرة تحث في كل التنظيمات لحظات عجز مادي أو العكس حتي "لحظات سيولة مادية" وقد يستغل الممولين أو الداعيمن دعمهم للحزب لتمرير وجهات نظر معينة أو مواقف معينة او للوصل لمناصب ما.. يجب أن يكون هناك وسيلة قانونية وإدارية تمنع تكون وظهور مراكز القوى.. هذه المسألة قد تبدو مستحيلة في نظر البعض  لكن علينا فعل واجبنا ومنعها وإلا ظهرت الشللية والتف الناس حول الأكثر مالا وليس الأكثر عقلا ولربما أصبح هذا المال السياسي هو المحرك لهذا الحزب وليس العكس أي أن يصير الحزب آداة في يد مموليه..
ربما تكون الديمقراطية وتغيير القيادة الدوري يلغي هذا الخطر في  نظر البعض لكن في إعتقادي أن هناك فساد لا يمكن للديمقراطية وحدها هزيمته..

اللجان البحثية والوحدات المتخصصة
بإقرارنا أننا نريد أن نبني حزب لديه حلول لمشاكل هذا البلد ويقوم ببمارسة السياسة والتخطيط لمشاريع وطنية ويساهم في إقرار العدالة الإجتماعية وإحداث تغييرات إقتصادية فإننا بحاجة إلى العلم.. طيف من العلم أو مجموعة من المدخلات اللازمة لصناعة قرار رشيد..
إنني أتحدث عن ضرورة وجود مؤسسة بحثية أو مركز علمي أو مركز بحثي لرفع الواقع الاقتصاي والإجتماعي المتغير أولا بأول وإجراء الاستقصاءات وعمل الدراسات والخطط اللازمة للمشروعات الإقتصادية والعمرانية.. إلخ
كما يقوم هذا المركزبمتابعة الأرقام الحكومية عن التنمية والاقتصاد والتعقيب عليها أو اعتمادها لاستخدامها كمدخلات لصناعة قرارات الحزب..

اللامركزية
يجب أن يؤمن الحزب باللامركزية حتى يستطيع خدمة الوكن وحتى لا يتحول لظاهرة إعلامية ولكي يتمكن من المنافسة الانتخابية القوية في كل أنحاء مصر كما أنه يقلل من مركزية القيادة الحزبية والنخبة السياسية في الحزب..
وبذلك يصبح لدى كل عضو في هذا الحزب في أي مكان في مصر قناعة بأن مجهوده ورأيه مؤثران وأنه ليس مضطرا أن يقترب من القيادة حتى ينال جانب من الإهتمام أو الظهور..

وختاما
فإن هذه الكلمات كتبتها كما تواردت إلى ذهني بدون ترتيب وإنني أتمنى أن تجد من يهتم لها إن كانت صالحة ومن يعذرني إن كانت غير ذلك ..

Followers

Featured Posts