حازم -سافونارولا- أبو اسماعيل

1
باستطاعتك عزيزي القارئ ان تقرأ عن سافونارولا على صفحات الويكيبيديا لتعرف أن حمل الآيباد لا يعني أن انسان ما ليس فاشيا.. وباستطاعتك أيضا أن تدرك أن الفاشية ليست مرتبطة بالباباوات فقط..
وافترض بك أن تكون من هؤلاء الحمقى الذين احتفلوا بخروج أبو سماعيل من القائمة النهائية لمرشحي الرئاسة المصرية.. انا شخصيا احتفلت على طريقتي واجبرت عائلتي على الاحتفال وان اختلفت أسبابنا..
2
أبو اسماعين هذا الذي جعل فكرة الهجرة خارج مصر تنمو في رأسي بعدما رأيت شعبيته الجارفة وهو الذي الذي قاد أكبر عملية تضليل في تاريخ مصر وبعيدا عن مسألة جنسية والدته فإن فوزه في الانتخابات لم يكن ليتم الا عن طريق تضليل الناس باستخدام الدين..
يبدو أن الشيخ حازم شاهد هذا الفيلم الذي يقول فيه ميل جيبسون لأبيه "أو العكس" :لا تبتسم وأنت تكذب . فالرجل وللحق كان محافظ على رباطة جأشه للحظات الأخيرة بصورة غير طبيعية يرسل التكذيب تلو الآخر وله جيش من المعجبين مدركين أهمية وظيفة قص ولصق النصوص الكترونيا.. لا أعلم كف أسر الرجل عقول هؤلاء الناس..
لست متأكدا أنني كنت احمل هذا القدر من الفداء للبرادعي الذي أعشقه ولست أحزن اذا ما رأيت البعض يسبه بأهله.. بل اني كثير اللامبالاة في مواقف سياسية اكثر أهمية من تلك التي يبذل فيها أنصار أبو اسماعين الغالي والنفيس.. أنصار أبوسماعين مستعدون للموت في سبيله.. بل ان لي صديقا لا اتعب ابدا في ايجاده اذا ما احتجته على الفيسبوك؛ فقط أضع أي محتوى عن أبو اسماعين وسوف يضع تعليق يمكنك طباعته في ورقة كاملة من الحجم A4 في ثلاث ثواني.. وهو ليس سلفيا بالمعنى الحرفي..
هذا الرجل ظاهرة خطابية مذهلة تستطيع أن تجلسه مع خمسة من المثقفين والمفكرين ويجادلهم جدالا سطحيا وفارغا من أي محتوى فيقتنع به أنصاره ويزدادوا به اعجابا.. لاأعتقد أنني كرجل علماني لا أحب ابوسماعين بسبب غباء أنصاره أو بسبب أنه ذو خلفية اسلامية ؛ الرجل مضلل بكل ما تعنيه الكلمة من معان.. حتى وان كان يصدق نفسه..
أذكر أني كنت في المدينة الجامعية حين علم الطلاب بحكم المحكمة الصادر لصالحه بالزام الداخلية بتقديم مستندات جنسية والدته وانفجروا مكبرين ومهللين ومحكرمين(*) بصوت عالي ومزعج جدا.. واذكر اني رأيت على وجوههم ملامح الذي ينتظر مخاض زوجته.. واذكر اني رأيت بعدها ملامح المتشكك في فرحته وتذكر أذني انها سمعت "موتوا بغيظكم" وأذكر انني انسحبت الى غرفتي واثقا في رحمة الله وليست عدالة القضاء.. فقد تكون رحمة الله بمصر أن يُظلم حازم أبوسماعين  وأذكر وأنا أكتب هذه السطور أنني سعيد ..

3


بوسترات أبو اسماعين  التي غزت مصر حتى صارت أضحوكة فترة ثم مصدرا للملل فترة ثم مبعثا على القئ أخيرا.. وقد علمت من مصادر متعددة أن بوستراته تتكاثر ذاتيا وهذه لييست دعابة.. فمثلا أحدهم يطبع عشرة بوسترات ثم يبيع كل بوستر بمبلغ مضاعف لأنصار الشيخ -الذين يدفعون وهم سعداء فهم ينصرون الاسلام في شخص الشيخ- ثم يجمع الربح ويعيد به طباعة بوسترات مرة أخرى وهكذا..


قد يعتقد البعض ان اليونيفورم الخاص بحملة أبواسماعين هو تيشيرت عليه صورة الشيخ.. بالعكس.. أبسولوتلي.. اليونيفورم هو اللحية.. السلفيين هم العمود الفقري لمشروع حازم وكانوا لا يتوانون عن استعمال أي شئ للدعاية له ولا استعمال أي شئ للدفاع عنه.. 


أبو اسماعين ممسكا بالموبايل في حضرة  البرادعي والعوا وابو الفتوح وصباحي  في منظر حذرني أبي كثيرا من فعل مثله في وجود أشخاص مهمين.. هذه الصورة التي ربما توحي بالتركيبة الشخصية لأبو سماعين فهو طفل وليست لديه أولويات واضحة ولأ أعتقد أن هناك مكالمة مهمة تستحق ان ترى بياناتها في حضور هذا العدد من المرشحين الرئاسيين على مائدة واحدة..



ابو اسماعين الأسد الجريح في وسط أنصاره يتوعد بحدوث ثورة اسلامية في مصر ويتهم اللجنة العليا للانتخابات بالخيانة وما الى آخره وكان قد حاول ابتزاز أعضاء اللجنة العليا للانتخابات .. أبو اسماعين لا يعلم أنه قد يقود البلاد الى منحدر دموي بتهوره هذا ولا مسؤوليته تلك.. لأعلم لماذا  لا تقدم أوراقك بدلا من هذه الجعجعة.. ثم أليست المادة 28 تلك هي التي حشدتم لها بشتى الطرق الديئة والقذرة..


التاريخ : Mar 16, 2011 قبل إستفتاء 19 مارس
شاهد الفيديو بداية من التوقيت بداية من التوقيت 1:01:10
الشيخ حازم أبو اسماعيل يدعو الى التصويت بنعم في الاستفتاء الاستفتاء الدستوري الذي عقد في مارس بل ويدعو الى اختراق الصمت الانتخابي ومارسة الدعاية أمام اللجان ويستخدم الدين في سبيل الترويج لرأيه ببراعة شديدة.

4

علمتني الحياة ألا أثق في أحد متشبث بمظهره ولا أعلم جدوى هذه القناعة.. وعلمتني أيضا أن أشكر الوغد ثم أمضي في طريقي.  لكني أظن اننا فعلا كنا بحاجة لأن نكتوي بنار أبوسماعين فعلا حتى نأخد هذه المناعة ضد الفاشية الدينية.. أغلب الظنون أننا كنا سنفشل مثلما فشلنا في كره حكم العسكر بعد ستين عاما من العسكرة ..
سوف أذكر لأبو اسماعين وأنصاره أنهم زادوني يقينا بأهمية علمنة الدولة وسوف يذكرون أن موجة من الالحاد كانت لتغزو البلاد لو تولى أبوسماعين الحكم..

وقد يعيد التاريخ نفسه عندما أعدم الايطاليون سافونارولا واثنان من رفاقه حرقا بعد أن عذبوهما لبضعة أسابيع..
شكرا للجنة العليا للانتخابات..

-------------------------------------
(*)- محكرمين: تعني أن يرددوا "سنحيا كراما"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Followers

Featured Posts