مصر لما تنتخب

اشعر بالخجل وأنا اكتب عن الانتخابات وبينما دماء الشهداء لم تجف على أرض مصر وقاتليهم طلقاء.. لكن خوفي ان انسى هذه الملاجظات وكأنها ملاحظات عبقرية يدفعني ان أتخطى هذا الأمر بحكم أنه أصبح يتكرر كثيرأ.
الفكرة البسيطة التي تتملكني بخصوص الانتخابات هي التوحد والتكتل الجدي.. تجربتي في محافظة الشرقية التي أعيش بها كانت عبارة عن حالة من التشتت بين ائتلاف الثورة مستمرة وائتلاف الكتلة المصرية.. وهذا التشتت يجب أن نتلاشاه في الفترة القادمة.
الجماعات الاسلامية بكل اعتراضنا عليها وعلى الرغم من لامركزيتها في ادارة الدعاية الانتخابية لكنها لاتستطيع أن تصمد أمام بديل محترم من أي معسكر آخر والدليل على ذلك فوز مصطفى النجار والشوبكي وحمزاوي رغم كل محاولات التشويه..
الأقاليم بها كوادر سياسية رائعة لكنها ينقصها الظهور الاعلامي والذي هو سهل بالنسبة لأي أحد بالاضافة الى التنسيق السياسسي بين الاجزاب على شكل ائتلافات توفر الجهد والمال والشتات على الكتل التصويتية والكتل الداعمة..
الخلاصة أن الاسلوب المركزي الذي تتخذه الاحزاب الليبرالية في ادارة العملية الانتخابية نظرا لقلة مواردها البشرية ليس شديد السوء بل هو جيد جدا اذا استطعنا توظيفه لخدمة تكتل كبير وغير ذي فائدة اذا انقسمت القوى التمدنية الى أشتات......
الخلاصة أيضا هي أنه لا حاجة لخلق كوادر جديدة بقدر الحاجة الى تسويق الكوادر الموجودة حاليا وتنمية مهاراتها..
بقي أن أقول أن تطهير التكتلات الانتخابية من الفلول أمر غاية في الأهمية ويجب الالتفات اليه قبل أي شئ..
وفي عبارة أخرى فان الناخب المصري سوف يعطي صوته للمرشح الليبرالي الذي يحظى بخلفية سياسية جيدة وليس له أي ماضي ملوث بعلاقة مع الحزب الوطني المنحل ويحظى أيضا بغطاء اعلامي وتوافق القوى والتكتلات الليبرالية.
كل هذا كان يتعلق بمرحلة ماقبل يوم التصويت.. أما ما يتعلق بيوم التصويت والفرز فله حكاية أخرى........
دمتم بود.

يا قاتلتي ( القدس عروس عروبتكم ) مظفر النواب



يا قاتلتي بكرامة خنجرك العربي .. أهاجر في القفر
وخنجرك الفضي بقلبي.. وأنادي ..
عشقتني بالخنجر .. والهجر بلادي
ألقيت مفاتيحي في دجلة .. أيام الوجد ..
وما عاد هنالك في الغربة مفتاح يفتحني
ها أنذا أتكلم من قفلي
من أقفل بالوجد وضاع على أرصفة الشام .. سيفهمني
من كان مخيم يقرأ فيه القرآن بهذا المبغى العربي .. سيفهمني
من لم يتزوّر حتى الآن .. وليس يزاود في كل مقاهي الثوريين .. سيفهمني
من لم يتقاعد كي يتفرغ للهو .. سيفهم أي طقوس للسرية في لغتي
وسيعرف كل الأرقام.. وكل الشهداء.. وكل الأسماء


وطني علمني أن أقرأ كل الأشياء
وطني علمني .. علمني أن حروف التاريخ مزورة حين تكون بدون دماء
وطني علمني أن التاريخ البشري .. بدون الحب عويلاً ونكاحاً في الصحراء



وطني ...
هل أنت بلاد الأعداء؟
هل أنت بقية داحس والغبراء؟
وطني .. أنقذني .. رائحة الجوع البشري مخيفه ..
أنقذني من مدن يصبح فيها الناس مداخن للخوف وللزبل مخيفه ..
من مدن ترقد في الماء الآسن كالجاموس الوطني وتجتر الجيفه ..
أنقذني .. كضريح نبي مسروق
في هذي الساعة في وطني .. تجتمع الأشعار كعشب النهر ..
وترضع في غفوات البر صغار النوق
يا وطني المعروض كنجمة صبح في السوق ..
في العلب الليلية يبكون عليك ..
ويستكمل بعض الثوار رجولتهم، ويهزون على الطبلة والبوق



أولئك أعداؤك يا وطني


من باع فلسطين سوى أعدائك أولئك يا وطني
من باع فلسطين وأسرى بالله سوى قائمة الشحاذين..
على عتبات الحكام ومائدة الدول الكبرى
فإذا أذن الليل .. تطق الأكواب بأن القدس عروس عروبتنا
أهلاً أهلاً .. أهلا
القدس عروس عروبتكم !!



من باع فلسطين سوى الثوار الكتبة ؟!
أقسمت بأعناق أباريق الخمر، وما في الكأس من السم ..
وهذا الثوري المتخم بالصدف البحري ببيروت؛ تكرش حتى عاد بلا رقبة
أقسمت بتاريخ الجوع .. ويوم السغبة
لن يبقى عربي واحد
إن بقيت حالتنا هذي الحالة بين حكومات الكذبة



القدس عروس عروبتكم !!
فلماذا أدخلتم كل زناة الليل الى حجرتها


ووقفتم تسترقون السمع الى صرخات بكارتها
وسحبتم كل خناجركم .. وتنافختم شرفاً
وصرختم فيها ان تسكت صوناً للعرض
فما أشرفكم أولاد القحبة .. هل تسكت مغتصبة؟!


أولاد القحبة
أولاد القحبة لست خجولاً حين أصارحكم بحقيقتكم
ان حظيرة خنزير أطهر من أطهركم
تتحرك دكة غسل الموتى .. أما انتم لا تهتز لكم قصبة
الآن أعريكم
في كل عواصم هذا الوطن العربي قتلتم فرحي
في كل زقاق أجد الأزلام أمامي
أصبحت أحاذر حتى الهاتف.. حتى الحيطان.. وحتى الأطفال
أقيء لهذا الأسلوب الفج
وفي بلد عربي كان مجرد مكتوب من أمي ..
يتأخر في أروقة الدولة شهرين قمريين



تعالوا ..
تعالوا نتحاكم قدام الصحراء العربية كي تحكم فينا
أعترف الآن أمام الصحراء بأني مبتذل وبذيء كهزيمتكم
يا شرفاءً مهزومين
ويا حكاماً مهزومين
ويا جمهوراً مهزوماً
ما أوسخنا.. ما أوسخنا.. ما أوسخنا.. ما أوسخنا
ونكابر ما أوسخنا
لا أستثني أحداً



هل تعترفون .. أنا قلت بذيء
رغم بنفسجة الحزن.. وإيماغ صلاة الماء على سكري ..
وجنوني للضحك بأخلاق الشارع والسكنات ..
ولحس الفخذ الملصق في باب الملهى



يا جمهوراً في الليل يداوم في قبو مؤسسة الحزن ..
سنصبح نحن يهود التاريخ ..
ونعوي في الصحراء بلا مأوى



هل وطن تحكمه الأفخاذ الملكية .. هذا وطن أم مبغى؟
هل أرضٌ هذي الكرة الأرضية.. أم وجر ذئاب؟
ماذا يدعى القصف الأممي على هانوي؟
ماذا تدعى سمة العصر وتعريص الطرق السلمية؟
ماذا يدعى استمناء الوضع العربي أمام مشاريع السلم ..
وشرب الأنخاب مع السافل فورد؟
ماذا يدعى أن تتقنع بالدين وجوه التجار الأمويين؟
ماذا يدعى الدولاب الدموي ببغداد؟
ماذا تدعى الجلسات الصوفية في الأمم المتحدة؟
ماذا يدعى إرسال الجيش الإيراني إلى قابوس؟
وقابوس هذا سلطان وطني جداً ..
لا تربطه رابطة ببريطانيا العظمى ..
وخلافاً لأبيه ولد المذكور من المهد ديمقراطياً ..
ولذاك تسامح في لبس النعل.. ووضع النظارات ..
فكان أن اعترفت بمآثره الجامعة العربية؛ يحفظها الله
وإحدى صحف الإمبريالية قد نشرت عرض سفير عربي
يتصرف كالمومس في أحضان الجنرالات وقدام حفاة (صلالة)
ومن لا يعرف أن الشركات النفطية في الثكنات هناك .. يراجع قدرته العقلية



ماذا يدعى هذا؟
ماذا يدعى أخذ الجزية في القرن العشرين
ماذا تدعى تبرئة الملك المرتكب السفلس في التاريخ العربي ..
ولا يشرب إلا بجماجم أطفال (البقعة)
أصرخ فيكم ..
أصرخ .. أين شهامتكم ان كنتم عرباً.. بشراً.. حيوانات ..
فالذئبة حتى الذئبة تحرس نطفتها ..
والكلبة تحرس نطفتها ..
والنملة تعتز بثقب الأرض ..
أما انتم فالقدس عروس عروبتكم .. أهلاً



القدس عروس عروبتكم !!
فلماذا أدخلتم كل السيلانات الى حجرتها
ووقفتم تسترقون السمع وراء الأبواب لصرخات بكارتها
وسحبتم كل خناجركم .. وتنافختم شرفا ً
وصرختم فيها أن تسكت صوناً للعرض
فأي قرون أنتم ؟!



أولاد قراد الخيل كفاكم صخباً ..
خلوها دامية في الشمس بلا قابلةٍ ..
ستشد ظفائرها.. وتقيء الحمل عليكم
ستقيء الحمل على عزتكم ..
ستقيء الحمل على أصوات إذاعتكم ..
ستقيء الحمل عليكم بيتاً.. بيتاً ..
وستغرز أصبعها في أعينكم ..
أنتم مغتصبيّ..
حملتم أسلحة تطلق للخلف ..
وثرثرتم.. ورقصتم كالدببة ..
كوني عاقر أي أرض فلسطين ..
كوني عاقر أي أم الشهداء من الآن ..
فهذا الحمل من الأعداء دميم.. ومخيف
لن تتلقح تلك الأرض بغير اللغة العربية
يا أمراء الغزو فموتوا..
سيكون خراباً.. سيكون خراباً..
سيكون خراباً .. سيكون خراباً
هذي الأمة لابد لها أن تأخذ درساً في التخريب.....

هشام الجخ.. جحا



شعور سخيف
إنك تحس بإن وطنك شيء ضعيف
صوتك ضعيف
رأيك ضعيف
إنك تبيع قلبك وجسمك
وإنك تبيع قلمك وإسمك
ما يجيبوش حق الرغيف

سألوا جحا عن سر ضحكه
قالك أصل اتنين وشبكو
اللى كان من تحت ميت
واللى كان من فوق كفيف
دا شعور سخيف

وشعور سخيف
إنك تكون رمز الشحاتة
تبنى مبنى للشحاتة
تعمل وزراة للشحاتة
يا ساقية دورى ... عدى فوقى ودوسى
نصبوا عليا وشحتونى فلوسى
ربطونى فيكى .. حتى ما اتغميت
هما اللى فرحوا ووحدى أنا اتغميت
أنا اللى صاحب البيت

عايش بدون لازمة
ولما مرة شكيت
إدونى بالجزمة

أنا اللى زارعك دهب 
بتأكلينى سباخ
إن كان دة تقل ودلع
بزيادة دلعك باخ
لا شفت فيكى هنا 
ولا شفت فيكى ترف
كل اللى فيكى قرف
كرامتنا متهانة
واللقمة بإهانة
بتخلفينا ليه لما انتى كارهانا

يعنى ايه تبقى إنتى هبة النيل يا مزة
وكل يوم المية تقطع
يعنى ايه لما اشتكى غلو الفاتورة
يقولو تشكى بس تدفع
لما قش الرز ثروة بتتحرق
وأما نفط الأمة ثروة بتتسرق
وأما جلادك على ولادك بيبطش
وأما علمك ما يلاقيش يآكل فيطفش
يعنى ايه نرفع ايدينا بالسلام لجل الغزاة
ويعنى ايه لما ابقى ماشى فى حالى اتشد اشتباه
يعنى ايه لما اتحبس أربع سنين حبس احتياطى

يعنى ايه مش حاسة بالعمر وغلاوته
بتصبى مر العمر ليه
دة انا كنت ح اوهب لك حلاوته
أنا عمرى ما أتأمرت
ولا حطيت شروطى
ومكان ما ترسى مركبك 
بابنى شطوطى
أنا كنت جيشك لما مماليلك باعوكى
وكنت يوسف لما عشتى سنين عجاف
وضلوعى دى اللى فى معركة قادش حموكى
وشفايفى دى اللى ما بطلتش فى يوم هتاف
دة انا كل شبر فى أرضك اتمرمغت فيه
وكل يوم عشتيه
أنا اتغذبت بيه
بتكرهينى عيونك السودة
وأيامى اللى فاتت
مانتيش حبيبيتى من النهاردة
حبيبتى ماتت

مع صوت أدانك جرس
فى الشدة صاحينلك
من امتى كانوا الحرس 
هما اللى باقينلك
بعتينى علشانهم
وعنيكى معصوبة
ياهلترى خاينة
ولا زيى مغصوبة

كل الكلام اتقال
والشعر بقى ماسخ
والصبر علو جبال
والظلم شىء راسخ

وطن وغرقان فى النطاعة
كل شىء ريحته نطاعة
علمونا بالعصاية
ورضعونا الخوف رضاعة

علمونا فى المدارس
يعنى ايه كلمة قيام
علمونا نخاف من الناظر
فيتمنع الكلام
علمونا ازاى نخاف
وازاى نكش
بس نسيوا يعلمونا الاحترام
فمتزعلوش
لما ابقى مش باسمع كلامكم
وماتزعلوش لما ابقى خارج عن النظام

مستنى ايه من طفل ربوه بالزعاق
غير المشاكل والخناق
كل اللى بيقولك بحبك دول نفاق
أنا لما قلت لك بحبك
كان نفاق
الحب يعنى اتين بيدوا
مش ايد بتبنى وستميت تيت تيت يهدو

الحب حالة
الحب مش شعر وقوالة
الحب يعنى براح فى قلب العاشقين للمعشوقين
يعنى الغلابة يناموا فى الليل دفيانين
الحب يعنى جواب لكل المسجونين
هما ليه بقوا مسجونين
يعنى أعيش علشان هدف
علشان رسالة
يعنى احس بقيمتى فيكى
إنى مش عايش عوالة
يعنى لما اعرق تكافئيى بعدالة

الحب حالة
الحب مش شعر وقوالة
الحب حاجة ما تتوجدش فى وسط ناس
بتجيب غداها من صناديق الزبالة

بارت مراعينا والبئر قد جفَ
والجوع يكوينا والصبر ما كّفى
والقلب لا يهدا والجرح لا يشفى
ولأننا طوع
زنا لهم خفا
جاءوا بموكبهم 
واشتغلت الزفة
الدفة مظبوطة
وأصلا مافيش دفة
والكفة مش مايلة
علشان مافيش كفة
و جحا اللى جاى بالليل لساه بيتخفى
شايف ديدان الغيط سارحة ومارحماشى
من جبنه شاف الدود سابه وراح ماشى
ولا اتكسف للناس
ولا حس على طوله
الناس عشمها كبير جريوا بيشكوله
ضحك جحا ضحكة مواشى
مادام بعيد عن طينى ... ماشى
الدود قاعد لك يا جحا ولابد فى طينك
بعد ما يمص فى دمانا مش حيحلاله الا طينك
احنا اهلك
احنا رجالتك
أمانك
إحنا وقت الشدة سندك
إحنا زادك
يا جحا احمى ولادك
لو كنت عايز تحمى طينك 
سوف أرحل
ربما يلقانى من ارجو لقاه
هامشى ويا الشحاتين
وابكى على حلمى اللى تاه 
بس مش هاشحت رغيف
هاشحت وطن لله

ليست تنازلات يا أخي

صديقي المقرب أحمد يروي لي عن فترة من حياته أثناء الجامعة قبل الثورة.. هذه الفترة التي لم أكن فبها قريبا منه حيث كان ملتح ومبالغ في تدينه مع رفقته الجديدة الذين كنا نسميهم قبل الثورة انصار السنة.. يروي لي أحمد ان أحد رفاقه هؤلاء قال له "نحن لسنا وسطيين نحن متشددون" وأن الوسطية تعني التفريط في جزء من الدين، وكيف أنه قرر أن يهجرهم ويعبد الله بعيدا عنهم بعد هذا الكلام الفارغ.
أجدني في هذه المواقف أتذكر الحديث الشريف حين قال الرسول صلى الله عليه وسلم "إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق"
أو حين قال:"لا يشاد الدين أحد إلا شاده".
لست من هؤلاء الذين يقرأون المجلدات حتى يبرهنوا لأنفسهم أن الإسلام دين وسطي وأن اللين والرفق طبع أساسي في الإسلام فالحقيقة بينة بيان الشمس ولا ينكرها إلا متعمد..
الخلاصة أن البعض يرى أنه أمام خيارين لا ثالث لها إما تفريط او افراط..
دون أن أثبت أن بعض الإسلاميين مدفوعون دفعا.. اجدني مذهولا أمام ماقاله السيد محمد عبد المقصود على أحد القنوات الدينية عن سلفيو كوستا فيقول أنهم فرطوا في دينهم حتى يرضوا الناس واستشهد بآية من القرآن في غير موضعها..
دعك من أنه قال في معرج الكلام أن السلفية هي الإسلام وهذا خطأ فادح، فإن القضية التي تعنيني الآن هي اعتبار أن التوفيق بين الدين والواقع مجرد تقديم تنازلات لأعداء الدين وللعجب فإن هذه التهمة هي التي الصقت بأبي حنيفة حين أسس أول مذهب فقهي في الإسلام..
ان الاستمرار في هذه الممارسات الانعزالية يندرج تحت وصف الحماية الزائدة أو ما أشتهر بالإنجليزية overprotection وهو كارثة.. انك لا تحمي الدين بل تزيده عزلة وتضع الإنسان أمام خيار صعب بين دينه أو دنياه كلا الخياران خاطئان..
هذا الأمر يجعلني أقف اعجابا بالمصطلحات حين اتذكر أن ههؤلاء اسمهم "أصوليون" وأنهم موجودون في كل زمان ومكان وملة وغير ملة ولم ولن يكونوا يوما منتصرين..
إن الاتكاء على عصا التاريخ في أن هذه التيارات دائما مهزومة هو تواكل فج؛ لأنها ما كانت تنهزم لولا أصحاب العقول والمفكرين والتنويرين الذين يوفقون بين الواقع والدين وإلا ظهر من ينادي بطي صحف هذا الدين وإحراقها طالما لم يناد بها إلا فاشل أو رجعي..
لا داعي لي للإطالة في هذا الأمر إلا علمي أنه إما توافق وتوفيق أو تعارض وتهميش..
إن الغيرة الحقة على الدين هي التي تدفع الإنسان للإبتكار وتقديم الحلول والتوافيق وليست مهاجمة المجددين في الفروع بدعوى الحفاظ على الأصول وإن تستمع إلى مجدد مكرها خيرا من تعطي صورة سيئة عن الإسلام لكل العالم على أنه دين رجعي يعرقل الحضارة البشرية..
وبدلا من أن تهاجم من يتبنى الأفكار الغربية أو أن تتفحصها لتهاجم أخطاءها حاول بحسن ننية ان تشجع من يعملون من أجل تطوير نظريات سياسية واجتماعية متوافقة مع ما تؤمن به أو استمع بحسن نية لمن يأت بأدلة من النصوص الشرعية بأن ما يؤمن به من مبادئ متوافق مع الشريعة أو لا يعارضها أو أحيانا جزء منها في غلاف أجنبي..
يا أخي.. إن الاسلام انتشر في بلاد كثيرة من قديم الأزل على اختلاف السنتها وعاداتها وتقاليدها ولم يفرض عليهم نمط حياة معين كما تريد أو تتصور وليست محاولات التجديد التوفيق أو التعايش مع الثقافات الأخرى تنازلات بل هي أقوى أساليب حماية هذا الدين من ان يصبح حبرا على ورق في كتبه تزين به السيارات والدواليب وهذا لا نرضاه للإسلام.

الكتلة المصرية.. نظرة سطحية في النشأة

كتبت هذه التدوينة منذ شهر مضى تقريبا في مدونة التمبلر:
لا يمكن بحال من الأحوال الحديث عن بداية الكتلة المصرية دون الرجوع لمشهد ميدان التحرير يوم 28 يوليو ماعرف حينها بجمعة قندهار حيث احتشد الإسلاميين وأغلبهم سلفيين لمجرد الإحتشاد في ميدان التحرير.. هذا اليوم شاهدنا لأول مرة منطق مختلف لأناس ليسوا فقط مختلفين في الشكل والعقل.. بل على درجة كبيرة من التخلف الحضاري والفكري.. دون أن أطيل في الحديث عن جمعة قندهار إلا أن الشاهد أنها كانت صدمة كبيرة للتيارات المدنية أو قل العلمانية بصيغة أكاديمية.. كنت -ولا أحسبني ذا وزن في الساحة السياسية- وغيري التفتنا إلى أهمية تكتل القوى المدنية لحماية دولة لم تتشكل بعد من أن يمارس اصحاب الفكر الضحل والثقافة الرجعية جهلهم في بنائها أو قل هدمها.. لا أحد ينكر أن هناك حالة من التناغم بين الليبراليين واليسار فهما رفقاء الثورة بجانب الإخوان المسلمين.. وهما الذين يتم تكفيرهم يوميا على منابر السلفيين.. بالإضافة لذلك هناك الصوفيون والأقباط والذين ذاقوا من السلفيين قي بضعة أشهر ما يكفي لزرع كراهية لهم تدوم في القلب قرونا.. الخلاصة أن الإستقطاب الحادث بين السلفيين والمدنيين وقد كان وقتها حزب النور السلفي جزء من التحالف الديمقراطي الذي يقوده الإخوان ادى الى بروز فكرة انشاء تحالف للقوى المدنية لم يكن في الأساس ينافس الإخوان بقدر ما يحاول أن يبعد خطر السلفيين.. كل هذا أدى إلى تجمع عدة أحزاب ليبرالية ويسارية بعضها من احزاب المعارض الكرتونية لمجرد الحفاظ على مدنية الدولة.. ماحدث بعد ذلك يحتاج حديث آخر
1 month ago

سامحك الله يا أمي

حسنا.. خطيب الجمعة السلفي -الذي جعلني اوبخ أمي لأنها أيقظتني مبكرا لألحق الخطبة من بدايتها- بدأ.. لا يهم فيما بدأ.. المهم انني استيقظت في وسط الخطبة على الخطيب وهو يقول امام اهل السنة والجماعة أحمد بن حنبل.. أعلم أن البعض سيفهم أنه يقول انه احد ائمة أهل السنة والجماعة إلا أنني سمعتها غير ذلك.. سمعتها بلفظها وأنانية قائلها وتعصبه لإمامه كأنه يرمي النقطة في فرح شعبي..
الثلث الأخير من الخطبة كان عن أهمية أن تدلي بصوتك في الانتخابات -وكأن السلفيين ليسوا هم الذين حرموا الديمقراطية من بابها يوما ما وخلطوا بين الفقه والسياسة والعقيدة- وكيف أنه يجب أن تدلي بصوتك لم يخاف الله ويعلم في الدين والعقيدة ويواظب على الفروض.. تذكرت حينها الآية الكريمة " إن خير من استأجرت القوي الأمين" وقول سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "لا تنظروا إلي صيام أحد أو إلي صلاته ولكن انظروا إلي صدق حديثه إذا حدث وإلي أمانته إذا اؤتمن وورعه إذا أشفى".
ثم ذكر مثالا لذلك قانون الحد الأدني لسن الزواج للإناث والذي حده المجلس المنحل بثماني عشر عاما وكأن ذلك جرم أو تحريم لحلال أو أن من صوتوا للقانون جاءوا بإرادة الشعب أو وافقوا على القانون بإرادتهم..
الطريف أن الخطيب بلحيته الغابرة وبثوبه القصير وبتكلفه تقليد الشيخ حسان أقسم أنه لا يدعو للتصويت لحزب بعينه.. وكأننا بنو عجم لسنا أهلا في البلاد.
بعد الخطبة قررت أن أمكث في المسجد لأحدثه في خطئه ورغم أنني أطلت الانتظار ليفرغ من حديثه عن صيام عاشوراء -وكأننا نشهده لأول مرة- وجدت نفسي أقوم واتخذ نعلي لأغادر المسجد حانقا.. تبا لمن نفرونا من بيوت الله.
ابراهيم نجم

الكعكة التصويتية

الفراغ الذي خلفه الحزب الوطني بسقوطه المدوي بعد ثورة يناير الشعبية كان مغري للجميع لتأسيس أحزاب عسى أن تنال شطيرة من  الكعكة التي سقطت فجأة من السماء.. دعونا نعترف أن السياسة لعبة انتهازية ودعونا نتفق ولو جدلا أن حتى الغايات السليمة تحتاج احيانا الى طرق ملتوية لتحقيقها..
كاتب هذه السطور كثيرا ما ينعت بالميكافيلية رغم انه لم يقرأ كتاب الأمير بقد ما قرأ عنه..
الحقيقة أن تجربتي الحزبية تبدأ من بعد الثورة بشهر.. ليست عميقة لكنها في ذات الوقت جاءت في مرحلة مفصلية من تاريخ الحياة الحزبية..
الحديث داخل الحزب عن أي دعاية للحزب هو من الأمور الشيقة لكنها للأسف تفتقد  الرؤية الواسعة والقراءة الجيدة للمشهد التاريخي والظرف السياسي ناهيك عن ضعف الموارد  وهي ليست بمعضلة بالمناسبة.
الحديث عن الحياة الحزبية يبدأ دائما بما بدأنا به هذا المقال.. أضف لذلك انه أصبح من المسلمات أن الفريق الأكثر تنظيما هو الذي تسقط التفاحة في حجره بلغة مجازية..
عن نفسي عندما أبدأ أي حديث عن الانتشار في الشارع أبدأ بقول "الاخوان المسلمين بيعملوا كذا".. وقد يكون هذا شئ ممل أن يتكرر  أو من مداعي الشفقة أن يكون كل همنا كحزب أن ننافس الاخوان المسلمين أو نناطحهم..
الاختلافات الأيديولوجية بين أي حزب ليبرالي والاخوان المسلمين تزيد وتقل حسب رغبة المتكلم ولست بصدد تعديدها..
القصد أن الأخذ بتجارب الاخرين أيا كانوا مختلفين عنا أو حتى أعداء هو سمة تفكير لدي ولدى بعض الناس بل ان أحدهم فكر في طباعة كتاب ديني وكتابة اسم الحزب في مؤخرته..
في مرحلة ما من النضوج الحزبي كان الفرد يقتدي بالحزب الوطني في سبل انتشاره أو قل بالأدق دعايته هذا النضوج -الذي تطور - الى محاكاة أو مجاراة الأخوان المسلمين- اثبت لي أن الجميع الشرير والخير يسعى لحل محل الحزب الوطني المنحل ولو بنفس أساليبه..
وهذا يؤكد لي أن السلطة في البداية تكون وسيلة للأخيار ثم تتحول الى غاية فيفسد الأخيار وتفسد غاياتهم وتفسد السلطة نفسها..
ابالطبع اتوقع أن ينجو البعض من هذا الفخ  وأتساءل عما هو سبب نجاتهم؟ في ظني الأمر كثيرا ما يعتمد على النوايا ويعتمد طبعا على مدى تغلغل الديمقراطية في أدمغة السياسيين..
الأيديولوجية تلعب دولرا كبيرا في هذا الأمر والأمثلة كثيرة في التاريخ وتستطيع أن تعتبر هذا رميا في حق الاسلاميين خاصة ان كثيرا منهم غير واضح  النهج ويتلونون بطريقة توحي أو تؤكد أنهم مدفوعين دفعا..
اختصارا  فاني لست بصدد تخوين البعض بقدر ما أتامل في الحياة الحزبية بصورة سطحية
هذه السطحية تقول أن هناك لغة مفقودة بين الأحزاب الجديدة المدنية منها خاصة وبين الشارع الذي تاثر سلبا بثلاثين عاما من الظلام.. هذه اللغة المفقودة يستعيض الاسلاميين بالدين عنها وهو مصدر فزع للمعسكر الاخر الذي وان كان متدينا مثل باقي المصريين فانه لا يجيد مثل هذه اللغة..
الأكيد أن هذه اللغة ستفقد بريقها يوما ما مع انتشر حركة التنوير وحتى هذا الحين لايملك أي حزب طموح الا ان يصنع تاريخا من المواقف حتى ولو كانت رخيصة حتى اذا تسنى للشارع أن يبحث بموضوعية عن هذا الحزب لا يجد الا مواقف مشرفة وصفحة خالية قدر المستطاع من الأخطاء..
بقي أن أقول أن هناك طرق كثيرة للتواصل مع الشارع لا تحتاج الى تكلفة مادية لكننا لا نستغني عن الكلمة كبشر
ابراهيم نجم

Followers

Featured Posts