عن حوار شباب الاحزاب...هذه شهادتي

ما حدث اليوم يستحق التسجيل
شاركت اليوم في حوار شباب الاحزاب بعد الثورة
كنت قد دعيت اليه بصفته مناظرة


كانت الاحزاب المشاركة اربعة
الجبهة والعدل
والحرية والعدالة والوسط
كنت قد نويت الا اهاجم احد
ولذلك اهتممت باعداد تلخيص للحزب وبرامجه و تاريخه و اهدافه


اثناء الحوار تبادلنا النقد الفكر و تحولنا الى مناقشة الايديولوجيات المختلفة وانا لا اخفي انتقادي الشديد للاسلام السياسي
علمت فيما بعد انني كنت مستفزا جدا بالاضافة الى الجانب التهكمي في حديثي
استخدمت التاريخ كثيرا في البرهنة على صحة وجهة نظري وانتقدت الخطاب الديني لممثل الحرية والعدالة وشبهته بخطبة جمعة فواجهني احد المستمعين بانني استعمل خطاب تاريخي سواء في عرضي لتاريخ الحزب او تاريخ العلمانية والليبرالية في مصر
وقال هذا الناقد محمد رشاد ان تصنيف الخطاب ليس نقدا... وهذه نقطة خلاف فالتاريخ جزء اساسي من علم السياسة
اما ممثل الحرية والعدالة فاستعمل الدين باسلوب دعائي فج
وقد تطرق الحديث الى مسائل تقنية مثل موقفنا من مظاهرات 27 مايو
ورأينا في الدستور القادم و رأينا في الانتخابات البرلمانية القادمة
ثم عدنا الى الدين والسياسة ويبدو ان لغتي الاستفزازية قد اضطرت احدى الاخوات السلفيات الى طلب الكلمة ثم تناولت المكروفون  و ظلت تتكلم عن ان الدين جميل وان الدين حلو  ثم اختنقت الكلمات في حلقها فقالت كل واحد عارف الحق في قلبه على طريقة السيدات الباكيات على القنوات  الفضائية السلفية
وانصرفت من مجلس الفسق هذا..
اكتشفت ساعتها انني اتبنى العلمانية من باب الاحتياط حتى لا يتاجر احد بالدين الا ان ما حدث هو مزيد من التعاطف مع هؤلاء التجار.
ثاني حادثة استوقفت الجميع كانت عندما سال احد طلبة الاخوان ممثل الوسط عن مقر الحزب الذي قال انه باسم ابو العلا ماضي ييوم ان كان عضوا في الاخوان المسلمين قبل ان يترك الجماعة
وهنا انفجر ممثل الوسط مدافعا عنيفا بصوت عال وما اراه تشنج وتطاول الى حد ما باللفظ على سائله حتى ان اعضاء الوسط الاكبر منه قدموا الى المنصة وطلبوا منه التروي

كل هذا رغم ان السؤال صدر بطريقة اخوية كان بها قدر من الفكاهة والتودد
بنهاية الجلسة كان كل منا قد اثبت وجهة نظره
العدل  حزب برامج
الجبهة ليبرالي
الوسط والحرية اخوان مسلمون
غيرا نني كنت شديد الوضوح في الفصل بين الدين والدولة وبالتالي فقدت جزء كبير من استعطاف الناس خاصة تهكمت من الشعارات الدينية الموجودة وعندما ذكرت حادث اغتيال فرج فودة وذكرت أن قاتله أميُ ولم أجد أحد يتعاطف مع ماذكرته أو ما أوضح له ..

نلت كثيرا من النقد وقليلا من المدح
غير انني خرجت وعرفت ان كوني تحدثت امام طلبة طب ليس  بميزة بل ان طلبة طب مثلهم مثل اي احد متعاطفين مع من يتحدث باسلوب خطابي ديني ويبدو ان لغة العقل منبوذه
رغم اتفاقنا على مصلحة البلد غير ان اقحام الدين في كل شئ يعطل الحياه ويضر بالدين والسياسة
وهذا رايي ايضا
انتابني شعور بانني عبء على حزب الجبهة وانني اقحمت نفسي في هذا الحوار
الا ان عبارة ظلت تسيطر علي
ليس هناك فشل لكن هناك تجربة
مايحسب لي في هذه الجلسة انني لم اخوّن احد ولم اخرج عن السياق الهادئ للحوار
وفقت في مواقف كثيرة وجانبني الحظ في بعضها
الا انني لم اكن دبلوماسيا افعوانيا اتجنب مواضيع وافتح مواضيع كنت كما  قلت شديد الوضوح


ويبدو اننا لا نحب الوضوح
اعود واردد
ليس هناك فشل لكن هناك تجربة

Followers

Featured Posts